"أطباء بلا حدود": "جيبو" تخضع للحصار من قبل جماعات بوركينا فاسو المسلحة منذ عام
معزولة عن الغذاء والمساعدات
تخضع بلدة جيبو الشمالية في بوركينا فاسو، الآن للحصار من قبل الجماعات المسلحة غير الحكومية منذ أكثر من عام، ولا تزال معزولة إلى حد كبير عن الغذاء والمساعدات، حيث تشهد البلاد أزمة إنسانية غير مسبوقة، مع فرار ما يقرب من مليوني شخص من العنف الذي ترتكبه الجماعات المسلحة.
ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي لمنظمة "أطباء بلا حدود"، أصبحت حركة الناس مقيدة والوصول إلى الخدمات الأساسية قد تأثر بشدة، ما ترك الناس يعيشون مع القليل من الغذاء والماء والكهرباء ووسائل الاتصال المحدودة.
وأسفرت الاشتباكات المستمرة بين قوات الدفاع والأمن في بوركينا فاسو والجماعات المسلحة غير الحكومية، على مشارف جيبو، عن لجوء مئات الآلاف من الأشخاص إلى البلدة.
ومن بين 300 ألف نسمة، هناك ما يقرب من 270 ألف نازح، نصفهم من الأطفال، الذين يعيشون في المخيمات أو مع عائلات مضيفة.
وبسبب وقوعهم في النزاع، تتدهور الظروف المعيشية للناس بسرعة ويعيش المجتمع المحلي على قيد الحياة عن طريق المساعدات الإنسانية، حيث أصبحوا غير قادرين حتى على العثور على الملح، والموارد شحيحة لدرجة أن السكان لجؤوا لفترات طويلة من الزمن إلى أكل أوراق الشجر.
تقول صافي، وهي أم نازحة لخمسة أطفال تبلغ من العمر 30 عاما: "لم يتبق لي شيء ليأكله أطفالي".
غادرت صافي قريتها يالانغا، على بعد 100 كيلومتر من جيبو، مع عائلتها بأكملها، وقتل زوجها في الطريق على أيدي الجماعات المسلحة.
تتلقى صافي توزيعات من برنامج الأغذية العالمي بينما تبحث عن وظائف منزلية صغيرة للبقاء على قيد الحياة.
وتقول: "الوضع يتحسن قليلا هذه الأيام"، بعد أن تمكنت قافلة من المواد الغذائية والضروريات أخيرا من الوصول إلى جيبو، تحت حراسة مسلحة، بعد 4 أشهر من وصول آخر الإمدادات إلى البلدة.
أزمة التغذية
وأدت الصعوبات في الوصول إلى جيبو إلى أزمة غذائية وتغذوية تنذر بالخطر، يصعب قياس مداها، ومع عدم كفاية المعلومات عن الحالة التغذوية للسكان، كافحت المنظمات الإنسانية من أجل التكيف.
ومنذ التحذيرات الأولى في أكتوبر 2022، حشدت العديد من المنظمات، لكن المساعدات لا تزال غير كافية إلى حد كبير.
وتستجيب الأنشطة التغذوية التي نفذت في الأسابيع الأخيرة لاحتياجات الأطفال الذين يعانون سوء التغذية، ولكن نقص الغذاء في الأشهر المقبلة لا يزال يبعث على القلق العميق.
في 8 و9 أبريل، وزعت فرق أطباء بلا حدود 57 طنا من بسكويت BP-5 على 12456 طفلا تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات، أي ما يعادل ما يكفي من الطعام لمدة شهر.
يذكر أن بسكويت BP-5 يستخدم كمكمل غذائي للوقاية من سوء التغذية لدى الأطفال (غذاء مدعم ذو قيمة طاقة عالية يعتمد على الحبوب: دقيق القمح المطبوخ والدهون والزيت النباتي والسكر وبروتين الصويا والفيتامينات والمعادن)، وقد لبى هذا التوزيع مؤقتا الاحتياجات الفورية لنسبة كبيرة من الناس هناك.
كما تأثر الوصول إلى الرعاية الصحية بشدة بسبب الحصار: فقد غادر معظم الطاقم الطبي، في حين أدت الصعوبات في الحصول على الأدوية إلى إغلاق العديد من المرافق، أما تلك التي بقيت فهي تعمل بقدرة محدودة على الاستجابة لحالة بالغة الخطورة.
الاستجابة للاحتياجات العاجلة
منذ عام 2018، وبالتعاون مع وزارة الصحة، تدعم منظمة أطباء بلا حدود مركز جيبو الطبي بوحدة جراحية ومركزين صحيين متقدمين و3 مواقع صحية مجتمعية.
وتعمل فرق المنظمة أيضا على إعادة تأهيل نقاط المياه وبناء الآبار، وتسهيل وصول السكان إلى مياه الشرب، مع الحد أيضا من المخاطر التي تتعرض لها النساء اللواتي لم يعدن بحاجة إلى المشي لمسافات طويلة لجلب المياه.